عَظِيمَةُ الشَّأنِ عِنْدَ السَّلاَمْ |
المَلَكُ جِبْريلُ أبْلغَهَا السَّلامْ |
جَاءَ جِبْريلُ بِصُورَتِهَا ِللإكَرامْ |
بٌشْرَى لِلنِبَيَّ وَصَدَقَ الَمنَامْ |
لَهَا فَخْرُ النِّسَاءِ الأعْلامْ |
خَصَّهَا بِالحُبِّ سَيِّدُ الأنَامْ |
فَضْلُ عَائِشَةَ عَلىَ نِسَاءِ الإِسْلامْ |
كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِر الطَّعَامْ |
عِلْمُهَا المُنَارُ حَدَائِقُ الخُزَامْ |
وَفَضْلُهَا لِلأجْيَالِ الغَيِثُ الرِّهَامْ |
أعْلَمُ النَسّاَءِ بِشَرْعِ الإِسْلاَمْ |
يَتَسَابَقُ لَهَا الحِبْرُ وَالأَقْلاَمْ |
وَحِيَدةُ عَصْرِهَا بِجَلاءِ الإِفْهامْ |
قَصَدَهِا أهْلُ العِرَاقِ وَالشَّامْ |
إِخْتَارَهَا اللهُ لِحِفْظِ الأحْكَامْ |
فَكَانَتْ لَهَا أشْرَفُ المَهَامْ |
مُعَلِّمَةُ الأجْيَالِ والرِجِّالِ الْعِظَامْ |
يَذْكُرُ الدَّهْرُ عِلْمَهِا إلزَامْ |
عِلْمُهَا وَزْنُ الجِبَالِ وَالآكَامْ |
وَتْعَجَزُ عَنْهُ المَجَلَّداَتُ الضِّخَامْ |
بَيْتُهَا لِلْعُلَماَءِ كَمَالُ المَرَامْ |
مِنهُ اِنْطَلَقَتْ سُبلُ السَّلاَمْ |
عِلْمُ الجَرْحِ وَالتَعْدِيلِ اَخْتَامْ |
لِقَواعِد أرْسَتْهَا لِلْدِينِ نِظَامْ |
أرْسَتْ اَسَاسَ العِلْمِ الآطَامْ |
وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ إِتْمَامْ |
وَالشِّعْرُ كَالإِبِلِ بِيَدِهَا الزِّمَامْ |
أِعْتَلَتْ ظَهْراً أَعْلىَ السَّنَامْ |
وَمَنْ أحْسَنَ القَولَ لا يُلامْ |
لِيَومٍ لا يَنْجُو اِلاّ مَنِ اِسْتَقَامْ |
فَاْلكَلِمَةُ الطَّيِّبةُ نَامُوسٌ وَنِظَامْ |
وَالوُضُوءُ وَاجِبٌ لِخَبِيثِ الكَلاَمْ |
فَرُبَّ كَلِمَةٍ أقْطَعُ مِنَ الحُسَامْ |
وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَدْرَأُ الإِخْتِصَامْ |
عَمِلَ المُنَافِقُونَ بِكْلِّ اهْتِمَامْ |
كَيْلاَ يَسْتَقِرَّ لِلإِسْلاَمِ مُقَامْ |
قَتَلُوا سَيِّدنِاَ عُثْمَانَ الإِمَامْ |
رَجُلٌ لِلْديِنِ وَلِلْتَارِيخِ أهَرْاَمْ |
وَخَرَمَ الَقَتَلَةُ سَفِيَنَةَ الإِسْلاَمْ |
وَهَلْ تَنْجُو السَّفِينَةُ بِكَثْرةِ الأخْرَامْ |
خَرَجَ الصَّحَابَةُ لِكَشْفِ الإِجْرَامْ |
وَلِشِفَاءِ الجَسَدِ مِنَ الأسْقَامْ |
لاَ هَدَفَ لِعَائِشَةَ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامْ |
غَيْرَ دَعْوَةِ المُسْلِميِنَ لِلإِعْتِصَامْ |
وَمَا خَرَجُوا عَلىَ سَيِّدِنَا الإِمَامْ |
إِلاَّ لِلْقَبَضْ عَلىَ الَقَتَلَةِ اللِّئَامْ |
اِتَّفَقَ الطَّرفَاَنِ دَرْءَ شَرِّ العَوَّامْ |
وَلِكَشْفِ القَتَلَةِ بِدُونِ صِدَامْ |
وَبَاتَ اِبَّنُ عَبَّاسَ بِمُعَسْكَرِ اِبْنِ |
العَوَامْ وَبَاتَ اِبْنُ طَلْحَةَ بِمُعَسْكَرِ الإِمَام |
وَنَامَ المُعَسْكَرَان فِي خَيْرِ مَنَامْ |
وَاَمْسَى القَتَلَةُ يِكيِدُونَ بِظَلاَمْ |
وَأَمَّنَتْ عَائِشَةُ اَبْنَاءهَا مِنْ السَّأمْ |
كَمَا أَمِنَ مَكَّةََ اَرضْهَاَ الحَمَامْ |
فَأَدْرَكَ القَتَلَةَ القِصَاصُ التَّامْ |
وَحَتْفُهمُ اِلىَ المَوتِ الزُّؤَامْ |
فَإبْنُ أَوْفَى يَلْقَى القَوْمَ بِإبْتِسَامْ |
وَإذَا تَوَلَّى كَانَ أَلدَّ الخِصَامْ |
وَالنَّخْعِيُّ يُرِيْدُ اِغْتِيَالَ عَلِيَّ الإِمَامْ |
يَرُومُ إِلىَ الدِّمَاءِ كَالعَطِشِ الأَوَّامْ |
وَإبْنُ سَبأً رَأْسُ الفِتْنَةِ الصِّرَامْ |
أَوْكَلَهُ الشَّيْطَانُ أَمْراً وَنَامْ |
وَهَذَا إبنُ السَّودْاءِ يَسْعَى للإِنْقِسَامْ |
لِيَزِيدَ نَارَ الفِتْنَةِ إِضْرَامْ |
رَجُلٌ أَطَاعَ إِبْلِيسَ خِدَامْ |
فَأخْتَارَهُ فَخْراً وَكِيْلَهُ العَامْ |
بَيْنَ المُعَسْكَرِينِ إِنْدَسُّوا لِلْخِصَامْ |
وَأَعْلَنُوا الحَرْبَ وَالنَّاسُ نِيَامْ |
وَدَاَرتْ الظُّنُونُ بِسُوءِ الاِنْتِقَامْ |
وَجَاَلتْ النُّفُوسُ وَأسْوَدَّتْ الأَوْهَامْ |
أَوَّلُ مَا نَادَتْ عَائِشَةُ لِلْعَهْدِ اِحْتِرَامْ |
وَرَفَعَتْ القُرْآن تَدَعْوُا لِلإِحْتِكَامْ |
وَأَضْحَتْ عَائِشَةُ هَدَفاً لِلِّئَامْ |
هَوْدَجُهَا كَالقُنْفُذِ مِنَّ رَمْيِ السِّهَامْ |
فَعَلِيُّ الإِمَامُ وَلِلإسْلاَم صَمَّامْ |
لَزِمَ حُدُودَ الدِّيْنِ وَبِهِ اِسْتَقَامْ |
عَلِمَ اَنَّهَا الفِتْنَةُ مُفْتَاحُ الآثَامْ |
نَادَى "ألاَ كُفُّوا" عَنِ الدِّمِ الحَرَامْ |
وَسَهْمٌ يَِغْتَالُ رَجُلاً لاَ يُلاَمْ |
سَيِّدُنَا طَلْحَةُ البَطَلُ الهُمَامْ |
وَالجِرْمُوزُ يَغْتَالُ الحَوَارِيَّ المِقْدَامْ |
سَيِّدُنَا الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامْ |
فَالِصَّحَابَةُ كَالنُّجُومِ خَيْرُ الأقَوْامْ |
لَهُم حَقُّ الإِكْرَامِ وَالإِعْظَامْ |
لاَ يُنْكِرُ الصَّحَابَةَ إِلاَّ الأَقْزَامْ |
وَهَلْ يُنْقِصُ الأَجْرَامَ مِثْقَالُ جُرَامْ |
فَالبَلاَءُ لِلأْوْلِيَاءِ خَيْرُ إِلْهَامْ |
وَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ إِبْتِلاَهُ لِلإِنْعَامْ |
وَمَا عُرِفَ الكَرِيمُ إِلاَّ بِفِعْلِ الِّلئَامْ |
وَمَا أَخْفَى الظَّلاَمُ الَقَمَرَ لَيْلَةَ التَّمَامْ |
بُرِّئَ يُوسُفُ مِنَ الإِتِّهَامْ |
وَأَنْطَقَ لَهُ اللهُ الطِّفْلَ بِالكَلاَمْ |
وَبُرِّئَتْ مَرْيَمُ مِنَ الإِتِّهَامْ |
وَأَنْطَقَ لَهَا طِفْلَهَا بِخَيرِالكَلاَمْ |
وَبُرِّئَتْ عَائِشَةُ مِنَ الإِتِّهَامْ |
فَأَكْرَمَهَا اللهُ مِنْ لَدُنْهُ الكَلاَمْ |
قُرْآناً يُذْكَرُ عَلَى الدَّوَامْ |
بَرَاءَةً تُتْلَى إِلَى يَوْمِ القِيَامْ |
وَمَنْ جَحَدَ عَصَرتْهُ الآلاَمْ |
وَاَرْغَمَ حَظَّ اَنِفْهِ الرُّغَامْ |
وَمَنْ اَنْكَرَهَا عَاشَ فِي الظَّلامْ |
وَكَان بَيْنَ النَّاسِ مِنَ الأَيتْاَمْ |
يَتَخَبَّطُ بَيِنْ النُّصُبُ وَالأَزْلامْ |
وَاَصْبَحَتْ أَعْمَالهُ جِنْسَ الأَثَامْ |
وَمَا ضَرَّ الشَّرِيفَ خَبِيثُ الكَلاَمْ |
وَمَا ضَرَّ نُبَاحُ الكِلاَبِ الغَمَامْ |
شَرَفٌ دُوْنَهُ شَرَفٌ لاَ يُرَامْ |
وَنَسَبٌ دونهَ نَسَبٌ لاَ يُضَامْ |
وَالفَحْمُ بِالاَرْضِ اَلْمَاسٌ وَخَامْ |
وَمِنَ الفَحِمْ رَمَادٌ وَسِخَامْ |
وَعَائِشَةُ كَألْمَاسٍ لِلإِسْلاَمِ آرَامْ |
مَنَارٌ لِلْنَّاسِ بِالَحَلالِ وَالحَرَامْ |
مَكَارِمُ الاَخْلاقِ لَهَا الذِّمَامْ |
وَشَرْعُ اللهِ كَانَ لَهَا اللِّثَامْ |
وَلِقَبْرِ عُمَرَ فَرَضَتْ الإِحْتِشَامْ |
حياءً لِوَضْعِ ثِيَابَهَا عَنْهَا حَرَامْ |
صَائِمَةٌ بِيَدِهَا المَالُ أَكْواَمْ |
َلا تُمْسِكُ دِرْهَماً لِثَمَنِ الطَّعَامْ |
تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَصِلُ الأرْحَامْ |
مُعَلَّقٌ قَلْبُهَا بِالسُّجُودِ وَالقِيَامْ |
اِبْنُ أُخْتِهَا يَحْجُرُ عَلَى يَدِهَا الهِشَامْ |
فَأدْمىَ ذَلِكَ قَلْبَهَا أَشَدَّ الإِيْلامْ |
لاَ تَبْخَلُ وَلَو فِي الأَحْلاَمْ |
كَأَنَّ الكَرَمَ لِرِئَتَيْهَا أَنْسَامْ |
لاَ يَفْتَقِرُ جَارُهَا مِنَ الإِنْعَامْ |
وَمَنْ جَاوَرَ الكَرِيمَ أَمِنَ الإِعْدَامْ |
وَرِقَعُ ثَوْبِهَا اَضْحَتْ لَهَا وِسَامْ |
لِيَومٍ تَلْبِسُ فِيهِ ثَوْباً بِلا َأَكْمَامْ |
تَسْرُدُ الصَّومَ فِي أَحَرِّ الأَيَّامْ |
فِي بَيْتٍ رَبَطَ الجُوعُ بَطْنَهَا حِزَامْ |
ما اشبهها بابيها الصديق الامام |
شِبْلٌ بِالشِّهِامةِ يَأبْىَ الفِطَامْ |
سَبْعَةٌ بَعْدَ السِّتِّينَ مِنَ الأعْوَامْ |
عُمْرُهَا مِثْلَ اَبِيْهَا بِالتَمَامْ |
وَاَعْتَقَتْ مِنَ الرِّقاب فِي سَبِيلِ العَلاَّمْ |
عَدَدَ عُمْرِهَا مِسْكَ الخِتَامْ |
وَأخْتَارِتْ الآخِرَةَ الدَّارَ الدَّوَامْ |
وَتَرَكَتْ زِيْنَةَ الدُّنْيَا الرُّكَامْ |
اِسْتَقَرَّ النَّبِيُّ بِبَيْتهَا المَقَامْ |
اْختَارَهَا اللهُ لِلإِجْلالِ وَالإِكْرَامْ |
سِتَّةَ عَشْرَ اَيةً بَرَّأتَهْا بِالتَمَامْ |
وَسِتَّةَ عَشْرَوَفَاتُهَا بِشَهْرِ الصِّيَامْ |
عَائِداً النَّبِيُّ مَِنْ بَدْرٍ بِالنَّصْرِ التَّامْ |
زُفَّتْ إِليْهِ إِبْنَةُ تِسْعَةِ أَعْواَمْ |
وَمِنْ رِضَاءِ اللهِ حُسْنُ الخِتَامْ |
رَحَلَتْ لَيْلةَ بَدْرٍ لِرَبِّهَا السَّلاَمْ |